طباعة اضافة للمفضلة
طريق التخلص من الأرق والاضطراب النفسي
3469 زائر
15-01-2013
السؤال كامل
تراودني، أحياناً، بعض الأفكار المزعجة، وتسبب لي أرقاً، واضطراباً نفسياً. فما هي الطريقة المثلى للتخلص منها ؟كبف
جواب السؤال

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده . أما بعد :

الأفكار السلبية : هي جملة الخطرات المزعجة، التي تخطر بالقلب، وتعصف بالذهن، بصفة قهرية، أو شبه قهرية، وتسبب قلقاً، وتوتراً لصاحبها، قد يمتد إلى حدوث حالة نفسيةٍ، كالاكتئاب؛ بأعراضه المختلفة، من جنس الهم، والغم، الذي ابتلى به الله بعض أنبيائه الكرام، ثم أنجاهم منه. قال تعالى عن موسى، عليه السلام: (وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا) [طه/40]، وقال عن يونس، عليه السلام : (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ)[الأنبياء/88]، وقال عن يعقوب، عليه السلام: (وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ) [يوسف/84]

ويلاحظ نشاط هذه الأفكار السلبية في حالة الإرهاق، وما قبل النوم، وأوقات الخلوة. كما تنشط إثر المواقف الشخصية، من خلافات، وانفعالات،وتأثرات مختلفة . وتؤثر هذه الأفكار السوداوية المظلمة على سلوك المرء، وقراراته، رغم أنها لا تمثل رأياً صائباً بالضرورة، أو لا تمثل رأياً دقيقاً، على أقل تقدير، لكونها تُطبق على الذهن، وتحمله على التفكير داخل دائرة مغلقة .

والتعامل مع هذه الأفكار السلبية بطريقة صحيحة، يؤدي إلى اجتثاثها، أو التخفيف منها. ومن الوسائل المفيدة في هذا السبيل :

1- الاستعاذة الشرعية : فإن هذه الخطرات المزعجة من النجوى الخفية التي يحزن به الشيطان الذين آمنوا : (إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) [المجادلة/10]، ومن جملة (الوسواس) الذي أمر الله بالاستعاذة برب الناس، ملك الناس، إله الناس، من شره. قال تعالى : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ . مَلِكِ النَّاسِ . إِلَهِ النَّاسِ . مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ . الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ . مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ) [الناس/1- 6]

2- الإقصاء، والنفي، لتلك الأفكار، وعدم التسلسل، والاسترسال في متاهاتها، كما روى أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ َقالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ مَنْ خَلَقَ كَذَا مَنْ خَلَقَ كَذَا حَتَّى يَقُولَ مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ فَإِذَا بَلَغَهُ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ وَلْيَنْتَهِ ) متفق عليه. ومما يعين على هذا الإيقاف، من الناحية العملية :

- قطع الخلوة، والانخراط مع الآخرين.

- التشاغل بالتفكير في أمور أخرى ذات أهمية مفيدة.

- القراءة، أو الاستماع، أو المحادثة .

3- تصحيح التفكير: وذلك بإعطاء القضية ما يتناسب مع حجمها الحقيقي، وعدم المبالغة في تهويلها، واعتبارها حدثاً طارئاً من حوادث الحياة الكثيرة التي لا تنتهي، إلا بالموت. قال تعالى : (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ) [البلد/4]

ومما يعين على تصحيح أسلوب التفكير استشارة ذوي الخبرة والرأي الحكيم، أو الأخصائيين النفسيين، والاجتماعيين، وتحليلها، وتفكيكها إلى مكوناتها الأصلية .

4- إدخال البهجة والسرور على النفس، لمواجهة الأثر السلبي (الحزن)، الناشئ عن تلك الأفكار السلبية . والله الموفق.

كتبه: فضيلة الشيخ د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي

جواب السؤال صوتي
   طباعة 
التخلص , النفسي , طريق , الأرق , والاضطراب
« إضافة تعليق »
إضافة تعليق
اسمك
ايميلك

/500
تعليقك
  أدخل الكود