طباعة اضافة للمفضلة
المسنين حقوق ورعاية
2242 زائر
25-02-2014
الشيخ عبدالمحسن القاضي


المسنين حقوق ورعاية

الحمد لله المتفرد بالعظمة والجلال،والمتفضل بجزيل النوال،أحمده سبحانه وأشكره،وأشهد ألاّ إله إلا الله وحده لا شريك له الكبير المتعال،وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى الحق،والمنقذ من الضلال صلى الله عليه وعلى الصحب والآل وسلم تسليماً..أما بعد فاتقوا الله عباد الله..

يقول الله تعالى:((اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ))سبحان من خلق الخلق بقدرته,وصرَّفهم في هذا الوجود بعلمه وحكمته,خلق الإنسان ضعيفًا ثم أمده بالصحة والعافية،فكان به حليمًا رحيمًا لطيفًا،عمرُ الإنسان يمتد به من طفولة ثم شباب ثم كهولة تحتفظ بالذكريات قوة في شباب يعيش بها أجمل الأيام فكأنها نسج من الخيال قد ضعف بدنه وانتابته الأسقام والآلام،فأصبح لسانُ حاله..

أأنعمُ عيشاً بعد ما حلَّ عــارضي

طلائعُ شيبٍ ليس يغني خضابهـا

وعزة عمر المرء قبل مشيبـــه

وقد فنيت نفس تولي شبابهــا

إذا اصفر لون المرء وابيض شعره

تنغص من أيامه مستطابـهــا

عباد الله..حديثنا اليوم سيكون عن المسنين،فكبار السن موجودون في مجتمعنا من الأهل والأقارب والجيران،وممن نخالطهم في المساجد والمجالس..ووجودهم والعناية بهم دليل خير وبركة نظر الله إلى ضعفه وقلة حيلته فرحمه وعفا عنه((إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاًفَأُوْلَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا))إنها حقوق المسنين التي طالما ضُيِّعت،ومشاعره وأحاسيسه التي طالما جُرحت،ومع آلامه وهمومه وغمومه وأحزانه التي كثرت وعظمت فلم يراعا عمره ولا شيبته..

ولقد بكيتُ على الشبابِ ولمتي

مسودةٌ ولماءِ وجهي رونـقُ

حذراً عليه قبلَ يومِ فـراقـهِ

حتى لكدتُ بماءِ جفني أشرقُ

وإن زيارة لمراكز المسنين ترى فيها حالات لآباء كبار أُهملوا من قبل أولادهم وأهلهم وباتوا في مركز الإيواء لايسأل عنهم أحد يتصل المشرفون على أولادهم فيتبرأون منهم ويعتذرون مراراً عن زيارتهم أو التواصل معهم لكنهم وفقوا برجالٍ سخرهم الله للعناية بهم ورعاية بعضهم حتى في منازلهم..

لقد أصبح كبير السن اليوم غريبًا حتى بين أهلِه وأولاده،إلا من رحم الله ثقيلاً حتى على أقربائه وأحفاده وأصدقائه، لا يجالسه أو يؤانسه أحد هذا إن كان معافى فكيف إن كان مريضاً محتاجاً.. بل نرى عدداً من صغارنا الآن لا يوقر كبار السن إذا تكلم قاطعه,وإذا أبدى رأيه ومشورته سفهه فأصبحت حكمته وخبرته في الحياة إلى ضياع وخسران..

أيها الأحبة..كبارنا خيارنا،أهل الفضل والحلم،هم قدوتنا وأئمتنا إلى الطاعة والبر إنهم خبرات تنتظر من يستفيد منها ويوظفها لصالح العباد والبلاد بدلاً من إضاعتها سدى كما يُفعل بالمتقاعدين الآن ممن أنهى خبرة عملية ثم لا تراه يستفاد من خبرته أو يبذل شيئاً منها لجهةٍ اجتماعية أو خيريّة..وقد اعتنت الدول بهذه المرحلة من عمر الإنسان فظهر ما يسمى بنظام التقاعد والتأمينات الاجتماعية،وقد تأسست بحمد الله جمعيات خاصة بالمتقاعدين لخدمتهم وتلبية احتاجاهم والاستفادة منهم وتوظيف خبراتهم والإسلام يؤكد على ضرورة العناية بكبار السن اقتصادياً واجتماعياً وطبياً ونفسياً وغيره.

معاشر كبار السنن،الله يرحم ضعفكم,ويجبر كسركم،إنا لنعلم أنه قد تجعّد جلدكم،وثقل سمعكم، وضعف بصركم،وتغيّر لون شعركم،ومع ذلك يجب أن تكونوا كباراً في قلوبنا ونفوسنا,بعظيم حسناتكم وفضلكم بعد الله علينا،فأنتم من علَّم وربىّ وضحى..ولئن نسي الكثير فضلكم ومعروفكم فإن الله لا ينسى،والمعروف لا يَبْلى,والخير يدوم ويبقى،ثم إلى ربك المنتهى,وعنده الجزاء الأوفى.

يا معاشر الكبار،اصبروا على البلاء، واحتسبوا عند الله جزيل الأجر والثناء، فإن الله لا يمنع عبده المؤمن حسن العطاء، قال صلى الله عليه وسلم :((عجبت لأمر المؤمن، إن أمره كله خيرٌ؛ إن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له,وإن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له))فأحسنوا الظن بما تجدونه عند ربكم..وأنتم يا معاشر الشباب،توقير الكبير وتقديره أدب من آداب الإسلام وسنة من سنةُ سيد الأنام صلى الله عليه وسلم بإجلال الكبير وتوقيره وقضاء حوائجه ((قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌفَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ))

يا معاشر الشباب،ارحموا كبار السن وقدروهم ووقروهم وأجلُّوهم؛فالله يحب ذلك ويثني عليه خيرًا قال صلى الله عليه وسلم:((إن من إجلال الله إجلال ذي الشيبة المسلم))،وقال عليه الصلاة والسلام:((ليس منّا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا)).إذا رأيت الكبير فارحم ضعفه،وأكبر شيبَهُ, وقدِّر منزلته وارفع درجته,وفرج كربته، يَعظُم لك الثواب,عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:جاء أبو بكر بأبيه أبي قحافة إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة،يحمله حتى وضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم،فقال صلى الله عليه وسلم لأبي بكر:((لو أقررت الشيخ في بيته لأتيناه)). أحسنوا لكبار السن، لا سيما الوالدين من الآباء والأمهات،((إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا))أحسنوا للأعمام والعمات والأخوال والخالات كم تجلسون مع الأصحاب والأحباب من ساعات وساعات,كم تجالسونهم وتباسطونهم وتدخلون السرور عليهم, فإذا جلستم مع الأقرباء الكبار مللتم وضقتم وسئمتم, فالله الله في ضعفهم، وما أجمل إسعادهم.. ما كان للكبار من الحسنات فانشروها واذكروها,وما كان من السيئات فاغفروها واستروها،فإنه ليس من البر إظهار زلتهم،وليس من البر تسمية الأب بالشايب أو الأم بالعجوز كما يفعل البعض فهذا من قلة الذوق..سُئل بعض السلف فقيل له:من أسعد الناس؟ قال: أسعد الناس من ختم الله له بالخير. ومن حسُنت خاتمته,وجاءت على الخير قيامتُه,قال صلى الله عليه وسلم: ((خيركم من طال عمره وحسن عمله, وشركم من طال عمره وساء عمله)).

يا ابن آدم، إذا رق عظمك وشاب شعرك فقد أتاك النذير،((أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمْ النَّذِيرُ))كان بعض السلف رحمهم الله إذا بلغ الرجل منهم أربعين سنة لزم المساجد وسأل الله العفو عما سلف،وكان يسأله الإحسان فيما بقي من الأزمان،((حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنْ الْمُسْلِمِينَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ))أما اليوم فبعض أبناء ستين وسبعين في الحياة يلهثون,غافلون لاهون,من طلوع الصباح إلى الغروب والإنسان يلهث في هذه الدنيا,لا يتذكر ولا يعتبر,لا ينيب ولا يدَّكر,وتجده إذا غابت عليه الشمس وقد مُلئ بالذنوب والآثام انطلق,إلى مجلس فلان وعلان,غيبة ونميمة وغيرِ ذلك من الآثام.

معاشر الكبار..أنتم قدوة لأبنائكم وبناتكم وأهليكم,ومجتمعاتكم،إذا جلست مع الأبناء والبنات كن محافظًا على الخير والطاعات ليكرموك،وابتعد عن انتقاص الناس فأنتم قدوة في مجتمعاتكم،الصغار ينظرون إليكم نظرة إجلال واقتداء،فالحذر من المخالفة والعصيان،فمجتمعنا لا يقبل أن يُرى كبير السن يقع في الأخطاء..ويحب له حسن الخاتمة،قال بعض كبار السن: اللهم أحسن لي الخاتمة, فمات بين الركن والمقام. وقال ثان: اللهم أحسن الختام, فمات وهو ساجد بين يدي الله جل جلاله. وقال ثالث: اللهم إني أسألك حسن الخاتمة,فمات يوم الخميس صائمًا لله جل جلاله..أحسنوا الختام,وأقبلوا على الله جل جلاله بسلام،وودعوا هذه الدنيا بأحسن الأعمال وشيم الكرام، فإن الأعمال بالخواتيم. ومما يحفظُ الصحةَ والقوة مع كبر السن طاعة الله تعالى،وعدم استخدام الجوارح في معصيته، وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم:((احفظ الله يحفظك))،أي:من حفظ الله في صباه وقوته حفظه الله في حال كبره وضعف قوته، ومتعه بسمعه وبصره وحوله وقوته وعقله.

بلغ أبو الطيب الطبري رحمه الله تعالى مائة سنة وهو ممتع بقوته وعقله،فركب مرة سفينة،وقفز منها قفزةً قوية لا يستطيعها الشباب،فقيل له:ما هذا يا أبا الطيب؟!فقال:إنها جوارح حفظناها في الصغر فحفظها الله لنا في الكبر..وكان صلى الله عليه وسلم قلما يقوم من مجلس حتى يدعو الله:((اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك،ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك،ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا،ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا،واجعله الوارث منا))رواه الترمذي،والوارث هو الباقي، والمراد إبقاء قوته إلى وقت الكبر..ودلّنا صلى الله عليه وسلم لبعض الأعمال بسببها يطول عمر الإنسان،منها بر الوالدين وصلة الأرحام وحسن الخلق وحسن الجوار وتقوى الله عز وجل. ومرحلة الشيخوخة من العمر مرحلة عصيبة،تعوَّذ منها صلى الله عليه وسلم:((اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والهرم)) رواه البخاري، وكان عليه الصلاة والسلام يتعوذ من أن يرد إلى أرذل العمر. وعدّها صلى الله عليه وسلم آخر مرحلةٍ قبل الموت،قال صلى الله عليه وسلم ((بادروا بالأعمال سبعًا:هل تنتظرون إلا فقرًا مُنسيا أو غنى مطغيا أو مرضًا مفسدا أو هرمًا مفندا أو موتًا مجهزا؟!)) وإن من إكرام ذي الشيبة المسلم العمل على إغلاق دور المسنين، وذلك بنشر الوعي لأولادهم وأقاربهم بفضل القيام عليهم أولا،ثم مساءلة من يتخلّى عن أحد والديه، وتضييق نطاق هذه الدور، فلا يوضع فيها إلا من لم يكن له ولد..كما أن من إكرامهم عمل أندية خاصة بهم، وعمل هيئة واجبها القيام على شؤون المسنين والمدافعة عن حقوقهم, وتوجيه الناس والموظفين لمراعاتهم وإنهاء إجراءاتهم..كما أن من إكرامهم مراعاتهم في المشي،لاسيما الوالدين، فلا يعجل بهم،فإذن ذلك مما يزعجهم والحديث معهم فيما يعرفونه ويخبرونه فمن الملاحظات عند بعض الشباب أنه يتكلم الساعات في أمور رياضية أو شبابية بحضور آبائهم وأجدادهم الذين لا يفقهون من حديثهم شيئاً وهذا خطأ ومن إكرامهم رفع روحهم المعنوية، بكلمات التشجيع والبر..وهو أقل الواجب نسأل الله طول العمر مع حسن العمل،كما نسأله صحةً في قلوبنا وصحة أبداننا وأن يختم لنا بخير وأن لا يحوجنا إلى أحدٍ من خلقه..أقول ما تسمعون...

الخطبة الثانية ..الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وبعد..فاتقوا الله عباد الله..

أيها المؤمنون..من رحمة الله بالمسنين اختصاصهم ببعض الأحكام؛مراعاةً لحالتهم الصحية والبدنية فأمر الأئمة في المساجد بتخفيف الصلاة مراعاة لكبار السن والمرضى،قال صلى الله عليه وسلم:((إذا صلى أحدكم للناس فليخفف؛فإن منهم الضعيف والسقيم والكبير،وإذا صلى أحدكم لنفسه فليطول ما شاء)) رواه البخاري.فبعض أئمتنا الشباب هداهم الله لا يراعون ذلك..كما أن الأكبر سنا مقدّم في الإمامة في الصلاة إذا تساووا في قراءة القرآن.ويُحج عن كبير السن غير القادر ويعتمر ولو كان حيا، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاءت امرأةٌ من خثعم عام حجة الوداع قالت: يا رسول الله، إن فريضة الله على عباده في الحج أدركت أبي شيخا كبيرا لا يستطيع أن يستوي على الراحلة، فهل يقضي عنه أن أحج عنه؟قال:((نعم)) رواه البخاري.فإنا إخواننا المقيمين الذين لايستطيع آباؤهم وأمهاتهم الحج يمكن لهم الحج عنهم..وإذا عجز عن الصيام اُطْعِمَ عنه عن كل يوم مسكينا: والصغير يُسلِّمُ على الكبير،ويُقدَّم بالشراب تقديراً لسنه، قال صلى الله عليه وسلم: ((يسلم الصغير على الكبير، والمار على القاعد،والقليل على الكثير))رواه البخاري.وكان صلى الله عليه وسلم إذا سُقي قال:((ابدؤوا بالكبراء))وجاءه عيينة بن حصن فأجلسه وقال:((إذا أتاكم كبير قوم فأكرموه)).

ومن رحمة الإسلام بالمسنين أنه نهى عن قتل الشيخ الكبير من العدو الكافر في الجهاد،نراه في وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته للقادة مرَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه بشيخ نصراني كبير ضرير البصر،يسأل الناس فقال:من أيّ أهل الكتاب أنت؟قال:يهودي،قال: فما ألجأك إلى ما أرى؟ قال: أسألُ الجزيةَ والحاجةَ والسنّ،فذهب به عمر إلى منزله فأعطاه من المنزل شيئًا، ثم أرسل إلى خازن بيت المال فقال: انظر هذا وأمثاله،فوالله ما أنصفناه إذ أكلنا شبيبته ثم نخذله عند الهرم، ((إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ )) فالفقراء هم المسلمون والمساكين من أهل الكتاب، ووضع عنه الجزية وعن ضربائه..ألا فلتسمع الدنيا مثل هذه المعاملة،وخالد بن الوليد رضي الله عنه عندما صالح أهل الحيرة كتب:((وجعلت لهم أيّما شيخ ضعف عن العمل أو أصابته آفة من الآفات أو كان غنيًا فافتقر وصار أهل دينه يتصدقون عليه طرحت جزيته وعيل من بيت مال المسلمين)).

فأين منظمات حقوق الإنسان اليوم عن مثل هذه الأحكام في الإسلام والعالم اليوم أصبح مادياً ويبحث عن صالحه في تعامله ولذلك نرى الغرب الذي يدعي حقوق الإنسان اليوم يهملون كبار السن فقد اقترح أحد رؤسائهم[أن لا يعطى الشيوخ علاجًا طبيًا مكثفًا إذا تجاوز سنًّا معينة من أجل التعجيل بوفاته،وها هو أحد المستشفيات في الدانمارك يرفض استقبال المرضى المسنين؛ لأن إقامتهم في المستشفى قد تطول، ويجب أن تعطى أولوية العلاج للعاملين الذين يسهمون في تمويل صناديق الرعاية بما يدفعونه من ضرائب،وتأمين وباتوا ينادون بما يسمى بالموت الرحيم للمرضى الكبار والمقعدين فقيمة الإنسان لديهم ليست في ذاته، وإنما في قدرته على الإنتاج، ومن لا ينتج فمصيره الموت ولذلك انظر كيف يهملون آباءهم وأمهاتهم إذا كبروا]هذه هي الحضارة التي ينادي بها في مجتمعاتنا وينشرونها في قنواتنا أولئك المنهزمون ممن أُعجبوا بنمط عيشهم وبرّهم فأخذوا الحسن والسيئ منهم بلا تفريق..أما الإسلام فقد أعطانا نموذج للرحمة يجب أن نتعامل به فيما بيننا مراعاةً للكبير والصغير والمرأة والفقير.
اللهم ارحمنا رحمة اهد بها قلوبنا،واختم لنا بخير,اللهم اجعل خير أعمالنا أواخرها,وخير أعمارنا خواتمها,وخير أيامنا يوم لقائك,اللهم اجعل أسعد اللحظات وأعزها لحظة الوقوف بين يديك برحمتك يا أرحم الراحمين, اللهم ارحم كبارنا, ووفق للخير صغارنا, وخذ بنواصينا لما يرضيك عنا... اللهم إنا نسألك بأنا نشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت
الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد ، أن تجعل لإخواننا سوريا فرجا و مخرجا ، اجعل لهم فرجا و مخرجا اللهم و احقن دماءهم ، و احفظ أعراضهم ، و آمنهم في و طنهم ، اللهم و اكشف عنهم البلاء ، اللهم و قاتل الظلمة المتجبرين ، يا جبار يا قهار قاتل المتجبرين الفجار ، اللهم خذهم أخذ عزيز مقتدر ، و أرح البلاد و العباد منهم يا عزيز ،اللهم و الطف بعبادك المسلمين في كل مكان يا رحيم يا رحمن ، اللهم انصر الإسلام و أعز المسلمين ، و أعلِ بفضلك رايتي الحق و الدين ، اللهم كن لأهل السنة يا ذا القوة و المنة ، اللهم و أنعم علينا بالأمن و الأمان يا لطيف يا منان ، و الحمد لله رب العالمين .

   طباعة 
1 صوت
« إضافة تعليق »
إضافة تعليق
اسمك
ايميلك

/500
تعليقك
  أدخل الكود
جديد المواد
رسالة إلى إمام التراويح - بقلم المشرف العام أ.د. أحمد بن عبدالرحمن القاضي
رسالة إلى صائم - بقلم المشرف العام أ.د. أحمد بن عبدالرحمن القاضي
رسالة إلى خطيب - بقلم المشرف العام أ.د. أحمد بن عبدالرحمن القاضي
رسالة إلى إمام - بقلم المشرف العام أ.د. أحمد بن عبدالرحمن القاضي
رسالة إلى زوج - بقلم المشرف العام أ.د. أحمد بن عبدالرحمن القاضي