أمومة في ظل العقيدة
بسم الله الرحمن الرحيم
في
خضم ازدحام الثقافات وتضارب الآراء والتلقيات تحتاج الأم الصالحة إلى إضاءات
وقّادة تنير لها الظلمات وتكشف لها الصباح ، فلا ضياء ولا نور إلا في ظل عقيدة
راسخة وعمل مستلهم من الوحيين .
قال
تعالى : ( ونزلنا عليك الكتاب تبياناً
لكل شيء وهدىً ورحمة وبشرى للمسلمين )
وقال
عليه الصلاة والسلام : ( إني قد تركت فيكم
ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبداً كتاب الله)
كم
تتألم الأم الرؤوم حين ترى هفوات أبنائها أو حين تكتشف زلات بناتها ، فهي تطمح إلى
أبناء صالحين قد ارتقوا في سلم المثاليات وشمروا للوصول إلى ذُرى المجد العاليات ،
خاطرتي تسأل هذه الأم الرؤوم : هل بدأت بنفسك أولاً فحاسبيتها ؟!
كيف
علاقتك بربك وخالقك ؟!
وما
معدل الإيمان في قلبك ؟!
ما
حالك مع الفرائض والنوافل ؟!
وما
مدى قيامك بالحقوق والواجبات؟!
قال
تعالى : ( قد أفلح من زكاها * وقد خاب
من دسّها )
لتعلمي
أيتها المربية الفاضلة أن الله قد أمرك أن تربي نفسك أولاً تربيةً ذاتية تكون بعون
الله وقايةً لك من كل شر ، فوقاية النفس وتزكيتها مقدمة بلا شك على الأنفس الأخرى
، لكنها مدد السلامة لهذه الأنفس التي ولاّكِ الله عليها ، هذه الحقيقة يؤكدها قول
الله تعالى : ( يا أيها الذين
ءامنوا قو أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة
)
قال
الشيخ عبدالرحمن السعدي في تفسير هذه الآية : ( أي إلزام النفس أمر الله إمتثالاً
ونهيه إجتناباً والتوبة عما يسخط الله ويوجب العذاب )
وفي
الحديث : ( الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ) رواه الترمذي وحسنه
فأين
أنت منها أولاً ؟
أخيتي :
إذا
استحضرت هذه المعاني العظيمة ، ثم اجتهدت في تزكية نفسك بنيةٍ خالصة لله عزوجل مع
عمل دؤوب في أداء الأمانة ، فبشراك بكنوز الصلاح والهداية في الدنيا ودور العزة
والكرامة في الآخرة ، فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم .
" أم عبدالله "
|